يسعى موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إلى تجاوز وظيفته الأساسية، كشبكة اجتماعية للتواصل مع الأصدقاء والعائلة من خلال الصور والتحديثات، ليكون وجهة المستخدمين لمتابعة اهتماماتهم، والأخبار الجديدة وقت حدوثها.
وهو أحد الأهداف التي تقف وراء تطوير خدمة جديدة لعرض المحتوى المُستخلص من أصدقاء المستخدم والصفحات المفضلة، فضلاً عن قصص ومقالات من المواقع الإخبارية في شكل مجلة إلكترونية، تُناسب أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف الذكية، على غرار تطبيق «فليب بورد» الذي يتيح للمستخدم تخصيص مجلته من تغذيات «فيس بوك» و«تويتر»، وصور ومقالات من مواقع يحددها في هيئة مجلة تقليدية يمكن تصفحها، بحسب ما ذكرت مصادر مُطلعة لصحيفة «ذا وول ستريت جورنال».
ويُشار إلى أن الخدمة المحتملة تتم تجربتها داخل أروقة «فيس بوك» باسم «ريدر»، وبدأ العمل على تطويرها منذ ما يزيد على عام، في وقت يسعى فيه فريق العمل إلى تقديم التطبيق أولاً لنظام «آي أو إس» للاستفادة من مزايا التصميم في «آي باد» و«آي فون». إلا أنه لم يتضح حتى الآن موعد إطلاق تطبيق «ريدر» في حال صدقت الأنباء المتعلقة به، كما رفض متحدث باسم الشركة التعليق على الخطط المستقبلية لتطبيقات عرض الأخبار.
ويهدف «فيس بوك» من تقديم تطبيق لعرض الأخبار، إلى تشجيع المستخدمين على تصفح مزيد من المحتوى، وقضاء وقت أكثر مع خدمات الموقع.
وعلى الرغم من الوقت الطويل الذي تستحوذ عليه الأجهزة المحمولة، إلا أن مستخدمي تطبيقات «فيس بوك» يمضون فترات وجيزة في تصفح الموقع، أو إضافة بعض الصور والتحديثات، ثم المغادرة إلى نشاط آخر. وعدّ تقرير الصحيفة توجه موقع التواصل الاجتماعي، الذي تجاوز عدد أعضائه 1.1 مليار عضو، لتقديم خدمة لتصفح الأخبار، إضافة إلى التطورات الأخيرة التي أطلقها، محاولة لبناء هوية جديدة وإعادة تقديم مهامه لمستخدميه، بعد تسع سنوات من انطلاقته الأولى، بصفته شبكة اجتماعية للطلاب في جامعة «هارفارد»، وبعدها، بصفته ملتقى للتفاعل بين الأصدقاء. وفي الوقت نفسه لا يبعد الموقع عن ناظره زيادة أرباحه من الإعلانات، بتحسين قدرته على توجيهها للمستخدمين الأقرب إلى الاهتمام بها.
وكشف الموقع في مطلع يونيو الجاري، عن خاصية مُميزة لموقع «تويتر»، وهي «الهاشتاغ» أو الكلمات الدلالية، أي وسوم مسبوقة بالرمز «#» والتي تساعد على تصنيف الموضوعات والنقاشات وتسهيل الوصول إليها، وفهم اهتمامات المستخدمين. وقبل أشهر قليلة أطلق «فيس بوك» تصميماً جديداً لقسم «خلاصات الأخبار» ليكون بمثابة جريدة يحدد أقسامها المستخدم، ويُخصصها بحسب رغبته.
وترددت أنباء حول عزم «فيس بوك» على تقديم تطبيق لقراءات خلاصات المواقع مطلع يونيو الجاري، حين كتب المطوِّر الأسكتلندي، توم وادينغتون، عن إشارات لوجود «آر إس إس» في التعليمات البرمجية لصفحات الموقع، تشير إلى عدد المصادر وقائمة المشتركين. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان التطبيق سيتيح لمستخدميه إضافة تلقيمات «آر إس إس» مثل «غوغل ريدر» التي ستتوقف بداية يوليو المقبل.
ويكتسب توجه «فيس بوك» لتقديم تطبيق لعرض الأخبار أهمية كبيرة في منافسته مع موقعي «تويتر» و«لينكد إن»، ونيل حصة في مجال القراءة الإلكترونية الذي يبشر بفرص واعدة للإعلانات.
وتحظى تطبيقات بناء المجلات وتخصيصها مثل «زايت» و«فليب بورد» بشعبية كبيرة، إذ وصل عدد مستخدمي التطبيق الأخير إلى 50 مليون مستخدم. كما استثمرت الشبكة الاجتماعية المخصصة للمهنيين «لينكد إن»، 90 مليون دولار في أبريل الماضي، للاستحواذ على تطبيق «بلوز» الذي يعمل عبر الـ«ويب» ونظامي «آي أو إس» و«أندرويد» للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، مشيرة إلى سعيها لتصبح منصة نشر مهنية تتيح لمستخدميها اكتشاف ومشاركة ما يهمهم.
وعلى الرغم من احتمالات الربح التي يتيحها تطبيق عرض الأخبار لـ«فيس بوك»، فإن المنافسة مع المنتجات القائمة تُمثِّل تحدياً كبيراً للموقع الذي يتوجب عليه إقناع المستخدمين بتغيير طريقة تعاملهم، بحسب ما صرح المحلل في شركة «فورستر ريسيرش» لأبحاث السوق، نيت إليوت، الذي قال إنه «يوجد العديد من الأشياء التي لم يعتد الناس القيام بها من خلال (فيس بوك) في السنوات الماضية ويفعلونها الآن». ورأى أنه سيكون من الصعب إقناع المستخدمين باعتبار «فيس بوك» مصدراً للحصول على الأخبار.
وبحسب تقرير الصحيفة، تتوافق خطوة «فيس بوك» مع تركيزه أخيراً على الخدمات المُخصصة للأجهزة المحمولة؛ لجذب المستخدمين لقضاء مزيد من الوقت في استخدام الموقع، وبالتالي زيادة أرباحه من الإعلانات المعروضة.
وبحسب بيانات الربع الأول من العام الجاري، وصل عدد مستخدمي «فيس بوك» عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى 751 مليون عضو. كما بلغت عائداته من الإعلان عبر الأجهزة المحمولة 375 مليون دولار، ما يُعادل 30٪ من عائداته الإعلانية.