من يتفوق في التنافس المخفي بين انظمة ابل وجوجل ؟

يبدو لأول وهلة ان التنافس المحتدم بين نظام التشغيل الخاص بشركة ابل للاجهزة الذكية iOS من جهة ونظام التشغيل اندرويد من شركة جوجل لنفس النوع من الاجهزة، يميل لصالح الاندرويد بشكل واضح.



من يتفوق في التنافس المخفي بين انظمة ابل وجوجل ؟
ولكن عند التمعن في الامر بصورة ادق فإننا نكتشف ان الصورة مختلفة وان التنافس بين العملاقتين يدور في عدو محاور. ومع ان الاندرويد يبدو اكثر انتشارا حين يدور الحديث عن حصة هذا النظام وسط الاجهزة التي يتم توزيعها على الاسواق وتلك التي يشتريها المستخدمون بحكم انها تعمل نظام مفتوح يمكن ان تستخدمه شركات تصنيع الاجهزة مجانا.

ولكن ما تأثير ذلك على مدى استخدام التطبيقات، وهل لهذا أي تأثير على كمية الارباح التي تدرها هذه التطبيقات ؟

لقد ظهر منذ ايام تحليل لواحدة من الاختصاصيات في دراسة الاسواق اقتصاديا وهي ميري ايلان جوردن التي كتبت في موقع Flurry تقول: “تخوض كل من ابل وجوجل ومنذ 4 اعوام تنافسا حادا من حيث انظمة التشغيل للأجهزة الذكية للاستحواذ على اكبر حصة في هذا المجال.

وللوقوف على حجم كل نظام تشغيل من الاثنين، كان علينا ان لا ننظر الى عدد الاجهزة العاملة بكل نظام، وانما العودة الى الوراء لدراسة القيمة الحقيقية لحصة الاندرويد في الاسواق وهل هي بذات الجودة التي تستحوذ عليها ابل، سواء من خلال الهواتف الذكية ام الاجهزة اللوحية. وبعد نظرة عميقة الى هذه النواحي تبين لنا ان الامر ليس كما يبدو في ظاهره”.

في الرسم البياني المرفق تلاحظون كمية الاجهزة الذكية التي سوقتها ابل وتلك التي سوتقها شركات تصنيع اجهزة الاندرويد، وتلاحظون ان الاندرويد تمكن من مضاعفة عدد الهواتف التي سوقتها شركات الاتصال.

ولكن من حيث معدل زمن استخدام الجهاز تتفوق ابل على منافستها جوجل، أي ان معدل الوقت الذي يقضيه المستخدم مع جهازه من ابل يفوق ذاك المعدل للمستخدم لجهاز الاندرويد.

إذن من اين يأتي هذا التباين بين انتشار الاجهزة والاقبال على استخدام التطبيقات فيها ؟

ردا على هذا التساؤل تقول الاختصاصية في شؤون دراسة الاسواق، ميري ايلان جوردون ان من يشتري جهاز ابل فإنه يشتريه لكي بسبب برمجيات نظام التشغيل وعلى الجانب الآخر نرى ان الكثير من شركات الاتصال تعرض اجهزة الاندرويد مجانا او تستبدل قديمها بجديدها مجانا ورغم ذلك نرى ان المستخدم يقبل على اقتناء الاندرويد فقط كونه هاتفا وليس لأجل التطبيقات فيه. ان مستخدمي اجهزة ابل يعتبرون اجهزتهم كحاسب متنقل بينما يرى مستخدمو الاندرويد اجهزتهم كهاتف ليس الا.

من ناحية أخرى فإن ابل تتفوق من حيث استخدام تطبيقات متجرها الخاص وقضاء فترة اطول في استخدام هذه التطبيقات من مثيلاتها في متجر جوجل لأجهزة الاندرويد.

والاستنتاج الذي يفرض نفسه هنا ان الاندرويد يتفوق على ابل من حيث كمية الاجهزة وانتشارها في انحاء العالم، غير ان ابل تتفوق على نظام الاندرويد من حيث استخدام التطبيقات وتسويق هذه التطبيقات.

ولهذا يبقى الاختيار بين هاتين الحالتين امرا شخصيا، فإذا كنت ممن يبحثون عن حاسب متنقل فعليك بأجهزة ابل، وإذا كنت تبحث عن هاتف متطور فعليك بأجهزة الاندرويد.